الجمعة، 15 يونيو 2012

ودي كمان ما لهاش عنوان


طيب وانت كمان...

ليه زعلت منك؟  وخاصمتك؟ وخدت على خاطري منك السنين دي كلها؟!!!

اكمني يعني ما كنتش فاهمة يعني ايه فرح ومصاريف قاعة  وحجز كراسي المعازيم بالعدد؟ وقلت لك اعمل حسابك أنا واخواتي وولاد الجيران لازم كلنا نكون معزومين؟ فقررت ما تعزمنيش عشان ما تجيبش لنفسك وجع الدماغ؟!!

طيب كنت فهمني... كنت حقدر والله... ما انت عارف انك لو كنت فهمتني الكلام دة واحدة واحدة... صحيح وقتها كان ممكن ألوي بوزي يومين ... تلاتة... شهر بالكتير... لكن أكيد ما كنتش عاملتك بقلة ذوق أول مرة شفتك فيها بعد السنين دي كلها...

كنت تعالى على نفسك شوية وفهمني... ما انت عارف اني ما ليش في حاجات الكبار دي... ولا ناسي اني كنت بجري ورا السمك في المية لما شدتني من ذراعي قبل ما أخبط في المركب ويمكن كنت مت ساعتها... ولا لحقت أزعل منك ولا لحقت أتأسف لك بعد السنين دي كلها... ازاي كمان نسيت انك أنقذتني من الموت في يوم من الأيام؟!!!

ازاي أخاصمك كل الوقت دة وانت الشهم الواضح الصريح اللي قلتها لي بكل صراحة ووضوح... ولا يهمك أنا حتجوزك دلوقت حالا... عشان مرة سمعتني بشتكي من ظلم أقرب الناس لي بعد موت بابا ؟!!

بس أقول لك على سر؟ لعلمك بقى... أنا كنت عارفة انك مش بتهزر وانك بتحبني بجد... بس أنا اللي استعبطت وعملت نفسي ما خدتش بالي وغيرت الموضوع عشان أقرب صديقة لي كانت معجبة بيك... ما كانش ينفع اجرح مشاعرها مهما كان...

وبمرور الوقت عرفت ان كان معايا حق... عارف ليه؟ عشان لو انت كنت بتحبني بجد كنت أصريت على طلبك وزنيت علي وما كنتش في يوم من الأيام لا قلبك ولا عقلك طاوعوك انك تتجوز حد تاني...

ولا أعترف بالحقيقية اللي أكبر من دي ودي؟

أنا خفت أصدقك... لاحسن تكون قلت كدة في لحظة حماسة وتروح لحالها... قلت أحسن لي أستعبط عشان أعفيك من أي التزام انت مش متاكد منه...

أنت كنت أطيب بكتير من اني أزعل منك او أخاصمك كل السنين دي... أنا آسفة... أنا مش زعلانة منك.... أصلا ما ليش حق أزعل منك أبدا.... لاني بجد مش بفتكر لك غير كل حاجة حلوة...

الأربعاء، 13 يونيو 2012

لسة مش لاقية عنوان

ليه زعلت منك يومها أوي كدة؟!


كل دة عشان ما عزمتنيش انا بالذات دونا عن كل أصحابنا يوم فرحك؟
ولا عشان أصلا اتجوزت واحدة تانية؟ 
ولا عشان حسستني وحسست كل اللي حولينا انك بتحبني ولما بدأت أطمن لك سيبتني ورحت اتجوزت من غير حتى ما تقول لي آسف... ما قدرتش أتجوزك انت... رجعت في رأيي...


تفتكر يعني كنت حلومك؟! أبدا... الحب مش بالعافية 


أنا مش زعلانة أوي دلوقت... يمكن مش زعلانة منك خالص...


أصلا ما ليش حق أنسى حاجات تانية كتير أوي كويسة عملتها عشاني وأمسك في الغلطة دي بس وأحكم عليك ما تنفعش تكون حتى صديق...


كنت بتعاملني بطيبة وذوق... وكنت فاكرني في كل رحلاتك وأوقاتك الحلوة مع أصحابك لحد ما بقوا كلهم أصحابي
ولما علاء اتريق علي وأنا بفرجكم رسوماتي بالرصاص وسألني وكأني سفيهة "صرفتي كم على الأقلام الرصاص اللي ضيعتيها في الكراسة دي؟ّ"
انت طيبت خاطري بسرعة ورديت عليه بقسوة "وانت ايش فهمك في الفن والاحساس... انت فاكرها زيك؟"


وفاكرة كمان لمت القطر اتعطل بيك نزلت قعدت على قضيب السكة الحديد وطلبتني على التلفون... ولما سألتك "خير؟ حصل حاجة؟" لقيتك بتقول لي... "لا أبدا القطر عطلان ما لقيتش حد تاني ممكن أكلمه غيرك"


يبقى ما ليش حق أزعل منك... كان لازم أفتكر لك الحاجات الكويسة وافتكر انها كانت أكتر بكتير من الحاجة الوحيدة اللي زعلتني منك...


أنا آسفة اني زعلت منك... أنا دلوقت مش زعلانة خلاص...



الاثنين، 27 سبتمبر 2010

رز بلبن

لملمنا أغراضنا بعد انتهاء ساعات العمل... رمينا اسكتشاتنا وألواننا في شنطة العربية.... وانطلقنا الى حي الحسين... حيث أزقة وحواري الجمالية والغورية... قاهرة المعز بمساجدها القديمة ومآذنها العالية بعيييييييييد فووووووووق في السما

ايه دة؟!!! رز بلبن وآيس كريم أشكال وألوان؟!!! زغللت أنواع الآيس كريم أعيننا... بقى لنا ييجي ربع ساعة محتارين... مانجة ولا شوكولاتة ولا قهوة ولا فانيليا؟... سادة ولا بالمكسرات؟

وفجأة شعرنا بأنفاس رجل ضخم تقترب من رؤوسنا واحنا ضاربين غطس جو ثلاجة الآيس كريم... مبحلقين وفاتحين أفواهنا.... بيحاول يلحقنا من ياقات ملابسنا قبل ما نقع جو الثلاجة....

"خلصوا... الزباين مش عارفة تشتري... مش ناقصة وقف حال"

رجعنا خطوات للخلف... نظرنا الى بعضنا ثواني قليلة وقلنا في صوت واحد...
هنفكر ونرجع لك تاني

جرينا شايلين أدوات الرسم واختفينا في حواري وأزقة الجمالية... وأخيرا وجدنا بوابة جامع المعز لدين الله الفاطمي... خلعنا أحذيتنا... ودخلنا ساحة المسجد الكبير... افترشنا الأرض بألواننا في ركن هادئ وبدأنا في نقل نقوش الجدران والقباب وسط صمتنا وخشوع المصلين حولنا... لم نشعر بالساعات تمر علينا الا مع صوت أذان المغرب يرتفع عاليا في كل مآذن الحسين...

لملمنا أدواتنا من جديد... قرصنا الجوع بجد هذه المرة... اشترينا طبقين كشري بالحمص والكبدة... بعدها استجمعنا شجاعتنا ودخلنا بكل ثقة طلبنا طبقين رز بلبن بالآيس كريم والمكسرات... هو هو نفس المحل ونفس الرجل الضخم نظر الينا وأحضر الأطباق في سعادة واضحة على وجهه وخفة حركة متناهية وكأنه ممنون لنا سرعة اختيارنا للأطباق هذه المرة

الأحد، 19 سبتمبر 2010

الى أهل كايرو مع التحية

كان لازم أبدأ كتاباتي بهذه الكلمات... أسفة... بس هو أنا كدة بكتب اللي ييجي على بالي في أي حتة بدون ترتيب

ترجع أحداث قصصي العجيبة الى أوائل التسعينات... في حي مصطفى كامل... أحد أحياء مدينة الأسكندرية... حيث الرمال الناعمة... تفترش شواطئها الساحرة... وصخورها التي ترتطم بأمواج البحر عاليا لتعود وتغطي صفحات مياهه في تناغم... تتلألأ بفعل انعكاس أشعة الشمس الذهبية

مرورا بمدينة القاهرة... بزحامها الشديد... لكنها مبهرة بأضوائها واتساع شوارعها وكباريها العالية... تختلط فيها كل الألوان لتصبح لونا واحدا... رمادي... ربما بفعل عادم السيارات أو آثار حرق قش الأرز كما كانت تسمع في نشرة أخبار اذاعة البرنامج العام وهي تقود سيارتها على كوبري 6 أكتوبر ... تنظر في المرآة الخلفية... تأخذها أضواء العربات وأعمدة الانارة الممتدة خلفها على مرمى البصر... تبتسم وتقول "يا قاهرتي الجميلة... ما أعظمك... لولا بس ألوان عماراتك وأرصفة شوارعك... حتى ملابس أهلك وناسك أصبحت كلها رمادي في رمادي"

الى مدينة شرم الشيخ بهدوءها وصفاء لون بحرها... الغني بأسماكه الملونة وشعابه المرجانية على كل شكل ولون وتكوين... تمرح وتضحك... تعمل... وترسم... وتلون واجهات البازارات وأوراق برديات أجدادها -قدماء المصريين- لكن تظل الأقدار تعاكسها... لتعود ويستقر بها الحال مرة أخرى في اسكندرية ماريا -كما تحب أن تناديها- تبدأ من جديد... بجرة خط ومن أول السطر...

ولكن من يدري؟ قد تعود ريما لعادتها القديمة... تفاجئ الجميع أنها في موزمبيق أو كوالا لامبور...هكذا اعتادت أن تسخر من نفسها كلما سألها أحد... انت فين أراضيك يا بنتي؟

مع خالص حبي وتقديري لأهل كايرو

الأحد، 22 أغسطس 2010

كليم وشراشيب.... وعيال فقريين

أشرقت شمس صباح يوم جديد... تسللت أشعتها الدافئة فتحات النافذة لتنعكس بضوئها على كليم ملون يغطي أرض غرفتها (تعشق بطبيعتها كل ما قديم)... أزاحت غطاء السرير... لتلامس بقدميها الأرض... تخطو خطوات مرحة باتجاه نافذة الغرفة... تتأمل -كعادتها من جديد- طعم القهوة باللبن بخيالها الذي لا حدود له قبل القيام باعدادها... ليصبح فيما بعد المحفز الأساسي لبدء يوم جديد

تعثرت (مثل كل صباح) في شراشيب الكليم الملون الذي يكسو أرضية غرفتها... قامت مرة أخرى وتذكرت البداية

هو أنا كل يوم أنام واصحى ألاقي سي حمدي لسة مشرف عندنا بيشرب شاي ونسكافه دة غير السندوتشات رايحة جاية... بقى لنا شهرين والحيطان زي ما هي... هو احنا فاتحين البيت قهوة؟!!! (حمدي هو النقاش اللي تولى عمرة حوائط البيت بعد أن كاد تفكيرنا يقودنا الى رسم جدران الشقة بالكامل لتغطية الشقوق والبوية القديمة)... يعني هي جات على حمدي والنجار كمان اللي جه أخذ الدواليب وطاقم الصالون وخشب المطبخ عشان يخفي كل الأويام (نوع من الزخرفة المنحوتة لتزيين الخشب) بقى له شهر ... لا حس ولا خبر
حد يروح له الورشة يشوف بيشتغل في العفش أصلا ولا ناسيه
منعرفلهوش عنوان ورشة
طيب كلموه في التلفون اسألوه عن العنوان
مسابش رقم تلفون
يعني ايه؟!!! واحد كدة كان معدي اديتوه عفش البيت ولا عارفين له عنوان ولا تلفون؟!!!! وطبعا الموكيت والسجاد اديناه لبواب العمارة... والنجف الكريستال... (عفش ماما وهي عروسة)... اديناه للشغالة... أصلها بتجهز بنتها وهي أولى بيه

بعد مرور أسابيع قليلة أخيرا وصل النجار ومعه عفش البيت... وانتهى حمدي من طلاء الحوائط بألوان مختلفة كلها بسيطة وخواجاتي... تم استبدال أبواب الغرف الخشب بزجاج شفاف يغطي ثلثي ارتفاع كل باب معلق عليها ستائر شيفون بيضاء مثل بيوت الانجليز زمان... سبات فراولة (مصنوعة من الخوص) من عند الفكهاني في السوق... حلت محل النجف الكريستال... عملنا فيه فتحات... مررنا خلالها لمض الكهرباء معلقة بحبل لتعكس اضاءتها عبر فتحات عيدان الخوص على حوائط المنزل المزينة بلوحات ورسوماتها بسيطة على شرائح من جذوع الشجر تمتزج فيها ألوان الزيت مع الباستيل والخشب وأقلام الفحم وكأن المنزل تحول الى كهف أو كوخ في جبل... أو كما يقول أولاد الجيران... دة مش بيت... دة جاليري

همست ضاحكة بعد أن نهضت وأزالت شراشيب الكليم من بين أصابع قدميها... "مفيش فايدة... فقريين من يومنا"... حتى الكليم اللي فرشنا بيه أرضيات البيت بدل السجاد اللي اديناه لبواب العمارة... برضه بنتكعبل فيه... أنا لازم أرسم أرضيات الشقة بنفسي ولا الحوجة لا لسجادة ولا كليم

الأحد، 15 أغسطس 2010

غطيني يا امه وصوتييييييي

مع الاخذ في الاعتبار استخدام اريال تلفزيون وأسعار الشيبسي والبيبسي المذكورة أدناه تعود الى أواخر التسعينات

عايز منك 30 قرش حساب الشيبسي
وأنا عايزة 40 قرش بقية حساب الآيس كريم
لأ 40 قرش ايه ماحنا حسابنا خالص... ناسية اني حاسبت لك على باكو البسكوت؟ ايه نظام النصب دة؟

ونفضل كدة لطلوع الفجر وصوتنا جايب سلالم العمارة وشققها كلها من شباك المنور... وأول ما النور يشقشق نلاقي عم صبري البواب بيبوس ايدينا ورجلينا... "حرام عليكم... كل يوم تقلقوا منامي للصبح... صوتكم عالي أوي... أنا ورايا صحيان بدري... عندي جرايد ولبن وطلبات لازم أجيبها للعمارة... ارحموني بقى" وزي كل مرة أرد عليه: "حاضر يا عم صبري أوعدك المرة الجاية نوطي صوتنا" نترك عم صبري يولول على خيبته وينعى حظه المأندل اللي جابه يشتغل بواب عمارة يسكنها ناس أمثالنا... بينما نحن مشغولون بضبط اريال التلفزيون على سطح العمارة عشان يجيب قناة المنوعات ... أحدنا على السطح والبقية رايحين جايين بين البلكونة والتلفزيون في الصالة لمتابعة ضبط القناة

ايه ياجماعة... أنا بحرك الاريال بقى لي 1/2 ساعة ومحدش معبرني... الصورة كدة واضحة ولا لسة
لأ لسة... هاته يمين شوية... شمال شويتين... طيب يمين تاني
يووووه مفيش فايدة... الظاهر الرطوبة مش عالية انهاردة وقرب موقع بيتنا من البحر مش عامل حاجة
طيب أنا هاخد بطانية وطالعة السطح
بطانية ليه؟
عشان أغطي اريال التلفزيون... يمكن يتحر ويعرق ودرجة الرطوبة تبقى أعلى... ساعتها القناة تلقط معانا
يتحر ويعرق ورطوبة عالية؟!!! متنسوش تكلفتوه كويس

وعلى رأي حسام صارو.... غطيني يا امه وصوتييييييي

الخميس، 1 أبريل 2010

في بيتنا كتكوووووووووووت

صباح أحد أيام صيف 1993 حيث عائلة عاشور مازالوا مستوطنين في شقتنا وأكلنا الجوع كعادة كل أيام القحط التي نمر بها هذه الحقبة الزمنية من أعمارنا.....

دعاء: نفسي أوي أكل فراخ
منال: أه ويا سلام كدة لو محمرة في صينية في الفن وعليها ترانشات بطاطس بقشرها طماطم وفلفل أخضر
محمد موسى: بس متنسوووش في الحلم حلقات البصل المحروق في قعر الصينية عشان أنا بحبه أوي
شادن: تيجوا نجيب فراخ مشوية على الغداء انهاردة
أهيلة: وليه الاسراف دة.... الفرخة الجاهزة مش أقل من 10 جنيه دلوقت... هاتوا فرخة من السوق وأنا أطبخها لكم... حنقف علينا أوفر بكتير
حمادة: محدش شاف جمالك ودلالك انت وهي.... دة انتم شحاتين عكوش ثن اللقمة... وعلى رأي طنط أمينة (طنط أمينة تبقى مامة عائلة عاشور بس لما تيجي سيرتها برضه أولادها بيقولوا طنط أمينة زينا... مش ماما).... "بكرة يا حمادة تفشل في دراستك ويرفدوووك من الجامعة طول ما انت ماشي ورا محمد موسى... وحيشغلك خدام عنده وتيجي تترجاني وتشحت مني وتقول... لقمة يا ماما... لقمة يا ماما..."
منال:هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها..... سيبك من طنط أمينة وأمثالها الشعبية دلوقت... أحنا معانا فلوس على أد فرخة وممكن فرختين بس لو صرفنا المبلغ كله مرة واحدة مش حينفع نجيب فراخ بقية الشهر
دعاء: خلاص... يبقى نجيب كتكوتين واحد ولد والثاني بنت ونربيهم لحد ما يكبروا ويبقوا فرخة وديك ولما يبيضوا لنا كتاكيت تاني نبقى ناكلهم وهكذا لحد ا يبقى عندنا فراخ كثير وممكن نبيع للجيران كمان
منال: فكرة... وحنأكلهم فتافيت العيش بتاعنا... (كنت بشوف تيتة بتعمل كدة زمان مع الفراخ بتاعتها)

وبالفعل دعاء وشادن انطلقوا في نفس اليوم الى سوق زنانيري لشراء كتكوتين تكلفة الكتكوت 25 قرش فقط
وبينما نحن جميعا بما فينا أطفال الجيران تغمرنا السعادة لوجود ضيوف جدد معنا في المنزل كان كل من محمد موسى وحمادة عاشور بيقصقصوا في كرتونة قديمة لقيناها في غرفة الكراكيب... في محاولة منهما لعمل منزل صغيرة فيه فتحة باب وفتحتين شباك للكتكوتين اضافة الى فتحة أعلى الكرتونة عشان ينزلوا منها سلك كهرباء في أخره لمبة كمصدر اضاءة داخل منزل الكتاكيت....

وبعد مرور ساعتين.... رن جرس الباب.... معن جري يفتح الباب ودخلت دعاء وشادن وعاهم كتكوتين بس ملونين مش أفر كما جرت العادة... أتاري الستات الفلاحات في السوق بيلونوهم بألوان فوسفورية عشان يجذبوا الناس بالمرة يكسبوا فيهم أكثر لأن الكتكوت الأصفر العادي ب 25 قرش بس لكن الكتكوت الملون ب 35 قرش
الكتكوتين كانوا واحد أخضر فوسفوري والثاني فوشيا وكمان دعاء وشادن اشتروا كيس برغل عشان يأكلوهم ويغذوهم ويكبروا بسرعة ويبقوا فراخ

أصبح الكتكوتان زيهم زي أي فرد في البيت... بيتحركوا بكامل حريته ويبعثروا حبوب البرغل في كل شبر في البيت وبيجروا في ذيل أي حد معدي من الصالة رايح المطبخ أو خارج من احدى الغرف تجه الى الحمام...
الطريف ان معن ابن طنط وهيبة واللي كان وقتها لم يتجاوز السادسة من عمره لابس شورت أصفر.... والكتاكيت رايحة جاية وراه هو بالذات في كل شبر في الشقة....

معن: في ايه... سيبوني بقى... أنا خايف يا منالووووتي هم ماشيين ورايا ليه؟!!!!
منال: معلش يا معن يا حبيبي.... أصل انت لابس شورت أصفر فأكيد هم فاكرينك كتكوت من اخواتهم علشان الكتاكيت أصلا بيتولدوا لونهم أصفر

ولأن بالليل كنا بنقلق عليهم ليكونوا بيناموا بردانين بقينا بنغطي الكرتونة ببطانية سرير ماما (اللي جبناها من السندرة بتاعة فرش السراير الشتوي) ولو اننا كنا في الصيف بس كان الرأي اللي اجتمعنا عليه ان الكتاكيت لسة صغيرة وأكيد حساسيتها للبرد والحر مختلفة عننا احنا الكبار....

أما أحمد ولأنه كان منتظم في تمارين الجيم ورفع الأثقال اللي اتعلم سكته من مازن ومهند أولاد طنط وهيبة في الشقة اللي تحتنا.... تميز أحمد بالعضلات والمجانص والتي لم يتوانى لحظة في استعراضها أمام أي مراية في الشقة... وعشان يستعرضها صح ويتأكد ان كل عضلة تنمو بالمعدل المطلوب كان قاعد لنا بالمايوه طول النهار في البيت

شادن: يا ابني أستر نفسك والبس لك حاجة بدل ما انت قاعد لنا عريان طول النهار كدة... الجيران في البلكونات شايفينك... يقولوا علينا ايه... بيت منحل؟!!!!
دعاء: هم لسة حيقولوا؟!!! دوول متأكدين من كدة
أحمد: مش لابس.... واللي حيعترض حشيله وأهزه يمين وشمال بدل الحديد اللي البت صفاء ضيعته وهي بتنظف البيت (صفاء دي يا عيني بنت صغيرة بابا جابها لنا تنظف البيت وتغسل الغسيل بس أحمد وحمادة عاشور محدثين النعمة كانوا مشغلينها صخرة في البيت في الأوقات اللي بابا وماما مسافرين فيها.... يصحوا الصبح من النوم وتبدأ وصلة المنادية على البنت الغلبانة من كل غرفة في نفس الوقت.... صفااااااااااااااء.. اعملي لي نسكافه..... صفاااااااااااااااء..... عايز سندوتش جبنة بس سخني العيش.... صفاااااااااااااااااء..... حضري لي كباية شاي بلبن وهاتي لي معاه باكو بسكوت..... صفاااااااء.... صفاااااااااااء... صفاااااااااااء..... والبنت يا عيني مش عارفة ترد علي مين ولا مين ولا تروح فين وتيجي منين)...
شادن: حرام عليك.... صفاء ذنبها ايه؟
أحمد: هو دة النظام.... انت يا بت يا صفاء... عندك أخر فرصة انهاردة تغطسي وتقبي بالحديد بتاعي... واذا كنت أكلتيه عشان مفيش أكل في البيت دة.. اعترفي.... وأنا أسامحك....

بس أحمد المفتري على البت الغلبانة نال عقابه في غضون أيام قليلة لما صحي من النوم فجأة لقى نفسه اتقلب من فوق السرير وهو نايم فوق كتكوت كان معدي جنب السرير وقتها لاجل بخته المأندل....
لقينا أحمد بيعيط وبينده لنا بذعر "الحقوا الكتكوت... أنا وقعت عليه غصب عني طبقته"
وفي حركة تلقائية وسريعة انكبت صفاء على فم الكتكوت قال بتعمل عملية انقاذ بتنفس صناعي (باين علينا بهتنا على البنت بتصرفاتنا السينمائية دي من غير ما تحس) حاولت مرة واثنين وثلاثة لكن دون جدوى
الكتكوت فطس وأصبح لا حجم له... زي ما يكون راقة ورقة لا ارتفاع في أبعادها وكما يحدث عندما تمر عربة فوق توم أو جيري في أفلام الكرتون فتكون أجسادهم والأرض سطح واحد.....

وأصاب أحمد حالة من الاكتئاب وتأنيب الضمير لمدة أسبوعين وكل شوية يقول لنا "أنا السبب... أنا قاتل... أنا مجرم..."

ولكن يبقى أن أعترف ان سر حبنا وتألفنا السريع مع كل الحيوانات الأليفة وخصوصا الصغار منها هو بابا الله يرحمه واللي حرص أشد الحرص على غرز حب الحيوانات والنباتات وكل الأشياء في قلوبنا بحرصه على اقتناء القطط والعصافير والأرانب والببغاوات في بيتنا طوال الوقت.... لدرجة انه مرة جالنا بالليل تأخر ومعاه معزة بيبي لسة مولودة وهزيلة جدا عشان اخواتها بيزاحوها في شرب اللبن من مامتهم وهي لأنها مولودة ضعيفة شويتين مش عارفة تعافر مع اخواتها....
اشترينالها ببرونة ولبن وتناوبنا جميعا مع بابا في السهر على ارضاعها لحد ماكبرت شوية وبعدين رجعناها المزرعة....

المزرعة دي كانت حلم بابا القديم اللي ياما تخيلناه معه واحنا أطفال صغيرين كل يوم واحنا رايحين جايين المدرسة... وبابا يحكي لنا انه حيبني لنا فيها بيت جميل بدورين... وحتبقى كلها مزروعة شجر وورود كل الألوان وتخيلنا انه يا سلااااام... يبقى أكيد حيكون في فراشات كثيرة بكل الألوان بتطير وتقف على الورود... وكمان كان بيحكي لنا انه حيبني لنا فيها حمام سباحة واحنا نقوله "بس يكون كبير زي الفنادق يا بابا... يعني المية مليانة لأخره وطالعة برة السور بتاعه كمان".... أصل زمان كنا متعودين ان حمامات السباحة كلها عبارة عن تجويف مليان مية بس دايما المية مش للأخر وان الفنادق بس اللي بتحرص على امتلاء حمامات السباحة فيها للأخر"
وبابا يقول لنا "حاضر... حمام سباحة زي الفنادق... وكمان حعملكم ملعب تنس واصطبل خيول...." ونسرح بخيالنا كل واحد فينا حصانه لونه ايه واسمه ايه كمان....

تحقق حلم بابا بعد سنوات طويلة لكن يا دووووب 8 فدادين ما زلنا نستصلحهم وكوخ من الطين شبابيكه من الخوص والبوص لكن مازلنا حريصين على قضاء يوم شم النسيم هناك في صحبة خالتي وأولادها وأي أصدقاء لنا يتزامن وجودهم معانا في يوم شم النسيم.... نأكل رنجة وفسيخ ونشرب شاي بالنعناع على نار حطب ونتمرجح على سراير قاش مربوطة في الشجر وطبعا لا يفوتنا التقاط الصور وسط ضحك ولعب أطفال الفلاحين جيراننا ولو ان أهاليهم طلعوا عيننا في أقسام البوليس والمحاضر والشكاوي في أسلوب غير باشر لتطفيشنا من الأرض ونبيعها لهم....
ولما مرة ظبطناهم بيروا أرضهم باستخدام مكنة الري بتاعتنا وقفت اتخانقت معاهم وفجأة ودون سابق انذار لقيت الراجل جارنا دة بيزعق لي بعلو صوته ويهددني "انت ولية مهندسة... اتلمي بدل ما أشتمك أحسن لك.... "
احنا سمعنا كلمة "ولية مهندسة" من هنا وانبطحنا على الأرض من كثرة الضحك من هنا أنا واخواتي وأصحابي... مقدرناش نمسك نفسنا ولا أكننا كنا بنتخانق ونتشحتف على مكنة الري اللي بيروي بيها الزرع بتاعه بدون استئذاننا....

LOL…. LOL…. LOL…. LOL…. LOL